{عدد المشاهدات: 3٬474 }

العشيرة المحمدية في كلمات

مقدمة: في هذه السطور القليلة أقدم لكم ( العشيرة المحمدية في كلمات ) تعريفا بهذه الدعوة الوسطية المنهجية التي أسسها شيخنا الإمام الرائد سيدي محمد زكي الدين بن إبراهيم الخليل بن علي الشاذلي .. وقد كانت هذه الدعوة نتيجة جهد كبير وعلم وتحقيق وخدمة أصيلة للتصوف الإســلامي .. وقد اتسمت […]

مقدمة:

في هذه السطور القليلة أقدم لكم ( العشيرة المحمدية في كلمات ) تعريفا بهذه الدعوة الوسطية المنهجية التي أسسها شيخنا الإمام الرائد سيدي محمد زكي الدين بن إبراهيم الخليل بن علي الشاذلي .. وقد كانت هذه الدعوة نتيجة جهد كبير وعلم وتحقيق وخدمة أصيلة للتصوف الإســلامي .. وقد اتسمت هذه الدعوة المحمدية بالوسطية والمنهجية والشمول .. لذا فهي تجديد للتصوف الإسلامي في عصرنا هذا .

دعوة العشيرة: 

هذه الدعـوة المحـمديـة الربَّـانية ، ترتبط ( اسماً ، وروحاً ، ورسمًا ) بسيدنا مُحَمَّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قديم ، فهي موصولة بالله تعالى .

وهي ملخصة في كلمتين هما ( طلب الكمال ) ، وأساسه : العمل بربَّانية الكتاب والسُّنَّة، والإقبال على الله تعالي ، فكرًا ونيةً ، وقولاً وعملاً ، وحالاً وسلوكًا ، خصوصاً وعموماً، جهد الطاقة ، في يسر ورفق وسماحة وسعة أفق .

وربَّانية الكتاب والسنة : هي التصوف الراشد الواعي المستنير المبرأ من المآخذ ، والذي به يتم التوازن النفسي، فتنحل العقد الذاتية ، والتوازن الروحي ، فتتحقَّق الربَّانية، والتوازن الاجتماعي فتتكشف الأزمات ، وتذوب المشاكل ، وتتحقق الآمال .

ومن ثَمَّ كان ( طلب الكمال ) شرعاً وعقلاً وعرفاً ، فرض عين على كل مسلم ومسلمة ، والتقصير فيه لا يغتفر .

ولـ ( طلب الكمال ) منهج وطريق وسبلٌ شرعية بينها القرآن الكريم ، ووضحتها السُّنة النبوية .

أهــدافها:

من هيكل الدعوة المجمل في كلمتين يتلخص الهدف في ثلاث كلمات هي: خدمة القيم الرُّوحية، التي نصَّ عليها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .

أي خدمة العقيدة الحقة والفضيلة والتسامي بإنسانية الإنسان وأخلاقه وأهدافه في مجال تحقيق المقاصد الإسلامية .

فالهدف إذن: هو الإصلاح الروحي، بإصلاح الفرد في سبيل إصلاح الجماعة .

ويستتبع هذا بالطبع على خط النقد البناء، والنقد الذاتي: مكافحة المتفق على ممنوعيته من المناكر والمبتدعات، واللاأخلاقية واللادينية، والعلمانية والصهيونية، وتكفير الناس وإرهابهم، والتخريب والتدمير، والتفريق والتمزيق، وكل المذاهب المنحرفة، وافدة كانت أو متوطنة، مكافحةً علميةً سليمةً إقناعيةً مهذبةً، في حكمة ورحمة، ومحبة وسماحة، مع التبصير والتذكير بمعالي الأمور ، والبعد عن سفاسفها، سيرًا في ظلال الركب الشعبي والرسمي، الماضي إلى أعظـم الغايات بإذن الله تعالى .

منهجها:

التزام المنهج الصوفي السلفي الإيجابي النقي كمبدأ عام ، بغير نظر إلى شيخ معين أو طريقة بالذات ، فالكلُّ – بحمد الله – يدعو الخَلْقَ إلى الحَقِّ .

والصوفية المستنيرة المتقدمة أمَّةٌ واحدة في جميع أطراف الدنيا ، والدعاة إلى الله بحقٍّ أسرة واحدة وإنْ شَطَّ بهم المزار .

وكما لا نفرق بين أحد من رسله تعالى ، لا نفرق بين أحد من أوليائه ؛ بل نحبهم جميعًا ونتبرك بهم ، ونحسن الظن بما جاء عنهم ، وندع أمر تفضيلهم إلى الله .

أمَّا أساليب التربية ، وصور التعبد الشرعي ، واختلاف تسميات الطرق ، وتعدد الشيوخ والأئمة ، فأمر طبيعي عادي لا بد منه ، لمواجهة كافَّة الاستعدادات والقابليات ، والميول والأذواق .

وهذا يتعين معه فرضية التعايش السلمي والتعاون الكلي بين المذاهب والجماعات والطرق الصوفية ، على خط الانتفاع بها في خدمة أهداف الأمة ديناً ودنيا .

وهذا يستوجب حتماً تأييد الحركة التقدمية المحمديَّة لتحرير التصوف الإسلامي وتطهيره وترشيده وتطويره ، حتَّى يؤدي وظيفته الإنسانية الربَّانية المقدسة ، نحو الفرد والمجتمع .

نظرية الدعوة:

ونظرية الدعوة المحمدية نظرية علمية عملية ترتيبية، في غاية البساطة تتلخص في كلمتي: ( الصلاح والصالحون ) .

فإنَّه إذا انتشر الصلاح ، وبالتالي كثر الصالحون، فإنَّ الأمور كلها تصلح تلقائياً، إذ أنه لا يصدر عن الرجل الصالح إلاّ الأمر الصالح .

ومع كثرة الصلاح والصالحين في المجالات المختلفة يقل الفساد وأهله فيها آلياً، فتفيض الربانية، ويتعامل الناس علي أساس ( القيم الرُّوحية ) .

فإنَّ كل ما عرفته الدنيا من فضائل الدعوة الإسلامية إنَّما هو شيء من بسائط مأثورات التصوف الإيجابي الذي يساهم في صنع التقدم وتحصين التيار الفكري، وينظم التعبئة الروحية، ويدفع إلى تحقيق شريعة العدل والكفاية والسيادة ( شريعة الإسلام الخالدة ) من خلال الإيمان والعلم والعمل والتعبد والعلاقة بالله تعالى .

أجهزة الخدمة:

وفي حدود القانون والنظام تشرف على هذه الدعوة المطهرة ، التي جمعت فيما نرجو خير ما في الهيئات والتجمعات الدينية والروحية من مضامين ومفاهيم تربط بين فضائل الجديد والقديم ، تشرف عليها مجالس ولجان علمية وأدبية مفصلة بـ ( لائحة النظام الأساسي ) للعشيرة المحمدية .

وقد اعتمدت رسميًا على أساس القانون رقم (32) لعام (64) ، برقم (675) بجمهورية مصر العربية .

وللعشيرة حلقات وارتباطات في شتى أنحاء العالم ، ولها علاقات قوية وطيبة مع الجمعيات والطرق الصوفية المصرية والعالمية . كما أن علاقاتها وتعاونها جيد مع الهيئات الإسلامية العاملة في حقل الدعوة رسمية وشعبية .

ويضطلع بالعمل والنشاط الدعوي والتربية الروحية في العشيرة المحمدية والحمد لله رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه لهم قدرهم وذكرهم وأجرهم إن شاء الله .

وفي هذا السبيل تؤسس الفروع والحلقات وتعمر المساجد والزوايا والمراكز الإسلامية، وتقام المنشآت والمراكز العلاجية والحضانات والمدارس ، وتعقد الأحفال والندوات ومجالس الذكر ، وتصدر المجلة والنشرات والكتب والرسائل .

وكأثر طبيعي للتدين الصحيح تضطلع ( العشيرة المحمدية ) بعدد من الخدمات الاجتماعية ، على نظام إسلامي بعيد عن الجحود والجمود  ، نرجو أن يرضى عنه الله تعالى والنَّاس .

مؤاخاتنا:

والراغب في مؤاخاتنا ليبلغ كلمة الله تعالى، ويؤدي واجب خلافته عن الله نحو نفسه وأهله ووطنه ودينه، علي طُهْر ونظافة، ووضوح وانكشاف، وتواضع مطلق، وعلى رضاً من الله، ومن الشعب، ومن الدولة، بحمد الله تعالى .

فليعلم أولاً وأخيراً :

– أننا قلة فقيرة مؤمنة .

– وأنَّ قوتنا في قلتنا، وأنَّ فخرنا في فقرنا، وأنَّ سرَّ نجاحنا في إيماننا .

– وأننا نؤمن بالتعبد والفضيلة والعلم والعمل، وأننا نكره التفاخر والتظاهر والتكاثر والدعاوى .

– وأنَّ سبيلنا ( الحق ) ولو لم يكن معنا أحد .

– وأنَّ وسيلتنا التعبد والدعوة، والعلم والعمل، وحسن الظن وحسن الخُلُق .

– وأنَّ مذهبنا ( الحكمة والمسالمة ) .

– وأنَّ غايتنا ( الله ) تعالى وحده .

فإن كان الراغب في مؤاخاتنا قد أرضاه هذا المذهب فإن كان متصوفاً بالفعل فهو على طريقته ومشربه وبركة شيخه، يسير معنا متعاونًا في تحقيق أهدافنا، ولا نطلب منه إلاّ أن يتزود بـ (المحمدية) التي لا يخطئها إلاّ محروم؛ فـ ( المحمدية ) هي التسامي بما أنت عليه إلى أعلى مراقيه، وأن تحوِّل كل حركاتك وسكناتك وأفعالك إلي عبادات خالصة لله .

أمَّا إذا لم يكن الأخ قد تصوف، فإن شاء دللناه على من نرجو أن يوصله إلى الله من السادة ، وإن شاء آخيناه على مشربنا الذي نمارسه في الله، سواء في ذلك الرجال والنساء والفتيان والفتيات  .

ختام وبيان:

(أ) يقول الله تعالى : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا )، ويقول سبحانه وتعالى:  ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )  .

(ب) ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ” لا تزال طائفة من أمتي قائمة على الحق، لا يضرهم من خالفهم، حتى تقوم الساعة ” رواه الشيخان .

(ج) ويقول الإمام الحسن البصري رضي الله عنه: ” الجماعة من كان على الحق ولو كنت وحدك ” .

(د) ويقول السادة :

اســـلك طريق الهدى

ولا تضرك قـلة السالكين

واتـرك طـريـق الردى

ولا تغرك كثرة الهـالكين

(هـ) ويقول الواقع: ” إننا نقوم على ثغر فريد من ثغور الإسلام، له خطره وقدره لا يغني عنه غيره ” .

(و) ونقول نحن : ” إنه لا معنى لوجودنا إذا كنا نسخة مكررة من غيرنا “، و ” المجتمع فرد مكرر، إذا صلح هذا الفرد صلح المجتمع ” .

(ز) ويقول الأمل:  بما أن التصوف الإسلامي الصحيح هو المذهب الروحي الخالد، الذي يغطي أقطار العالم الإسلامي، فليس أعظم من الانتفاع بولاء جنوده محليًا وعالميًا، في تصحيح الأوضاع، وتحقيق الإصلاح، وتوجيه الأفكار، وتجميع القوى، في وحدة روحية، تكون نواة للوحدة الكبرى إن شاء الله تعالى .

(ح) وقد ناديناك في الله أن ( حيّ على الفلاح ) فأقبل هاتفًا ( لبيك اللهم لبيك )، ( وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا )  .

ورضي الله تعالى عن أشياخنا في الله، وعن كل وليٍّ لله، وعن كل واقف بحق على باب الله، وعن كل داعية بصدق إلى طريق الله ..

والصلاة والسلام على النبي وآله وأمته .

والله الموفق والمستعان .

تعليقات Facebook