وثيقة مهمة بخط الإمام الرائد
في سبيل تكوين (البيئة الحديثية)
للتاريخ والاقتداء والتطبيق والتجديد
بسم الله وبحمده
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه
في الذكرى الرابعة والعشرين لانتقال شيخنا الامام الرائد سيدي محمد زكي ابراهيم رحمه الله تعالى ورضي عنه، أحب أن أهدي إلى السادة (العلماء العاملين) صورة من الإخلاص والصدق في الدعوة إلى الله، وأنموذج من التخطيط للعمل الدعوي، وهو هذه الوثيقة التي هي بخط سيدي الإمام محمد زكي إبراهيم رحمه الله، كتبها سنة (1389هـ – 1969م)، وتنشر لأول مرة.
وأخص بالإهداء الأخ الأكبر شيخنا أبو العرفان فضيلة الدكتور محمد مهنا الذي بذل الغالي والنفيس في سبيل استمرار أكاديمية الإمام الرائد وحلقات وأروقة العلم والذكر، وأخي العلامة فضيلة الشيخ الدكتور محمد العشماوي الذي أحيا الله به ذكرى العارفين بالله وأصبح للعلم والفكر مناراً، زادهما الله خيراً وبركة ووفقهما وتقبل جهودهما.
لست أنشر هذه الوثيقة من أجل التاريخ فقط، ولكن للاقتداء والتطبيق والتطوير والتجديد بما يناسب الزمان.. أنشرها ليستلهم منها أهل العلم أفكاراً لتكوين البيئة الحديثية والقرآنية والعلمية والثقافية والاجتماعية، في مجتمع اشتد احتياجه إلى ذلك.
موضوع الوثيقة: في سبيل تكوين (البيئة الحديثية)، خطة عمل تشتمل على مجموعة اقتراحات أساسية، وهي خلاصة لاجتماع مهم بين السيد الرائد والأستاذ لبيب السعيد رحمهما الله ورضي عنهما.
والأستاذ لبيب السعيد (ت 1988م) هو صاحب فكرة الجمع الصوتي للقرآن الكريم، فكان همه أن يُسجل القرآن الكريم على أسطوانات، وأن يذاع في الإذاعة بروايات مختلفة بأصوات كبار القراء، وقد نجح في ذلك، ونال هذا الشرف العظيم.
هذه الوثيقة تلقي الضوء على زاوية مهمة من حياة الإمام محمد زكي إبراهيم محدِّثاً، وهي سعيه إلى نشر علم الحديث وثقافته بين طلاب العلم، بل بين الناس جميعاً.
وهذا نص الوثيقة:
بسم بالله وبحمده
في سبيل تكوين (البيئة الحديثية)، تم الاتفاق على ما يأتي إجمالاً:
أولاً: اختيار كتاب أو كتابين للمحاضرة الجماهيرية مرة في الأسبوع (بصفة مبدئية) في مسجدي مولانا الإمام الحسين ومولاتنا السيدة زينب بصفة خاصة.
ويختار للكتابين شخصين ممن لهم علاقة بهذا العلم، وتنشر لهما الدعاية اللازمة، باسم (إحياء دراسة الحديث النبوي)، ويعطى مجلس الدرس صوره تذكر بالسلف الصالح.
ثانياً: تعقد دراسات أعلى مستوى للخاصة (في أمكنة تحدد بعد)، كأن يختار كتاب كسنن الترمذي، ثم يستخلص ما فيه من الضعيف المجبور، وينص على شواهده وطرقه، كما ينص على الضعيف غير المجبور، بعد استقصاء قول المؤلف: “وفي الباب” على مصطلح العلماء، ويصدر بهذا الاستخلاص ملحق للسنن يخدمها كل الخدمة.
وقد يمكن أن يتخذ مثل هذا في سنن ابن ماجه، وغيره من الكتب التي لم تخدم.
ثالثاً: تعقد دراسات (للهواة) في علم المصطلح، في مثل (تدريب الراوي) للسيوطي، مع دراسات في علم الرجال، ووسائل البحث عن السند، وعن المتن والحكم عليهما، مع فكرة مفصلة عن أشهر كتب الأصول والزوائد، وما عرف به كل منها من حيث المنهج والحكم وغيره، وأشهر المطبوعات والمخطوطات ومكتباتها وخصائصها.
رابعاً: تقدم إجازات لأهل الجدارة والكفاية من رواد هذه الحلقات في أحفال مناسبة.
خامساً: تختار بعض الكتب ذات الميزة وتطبع وتوزع باسم الدار بصفة دورية وبأثمان شعبية.
سادساً: تقام أحفال لإحياء ذكريات أئمة علماء الحديث، كأصحاب الكتب الستة أو الثمانية، وغيرهم من أئمة هذا العلم، كالحافظ ابن حجر، والحاكم النيسابوري، والإمام السيوطي، وزكي الدين المنذري، والمتقي الهندي، والإمام العيني، والمناوي .. إلخ.
وفي التعريف بهم إذاعة وتوجيه لهذا العلم له أثره البعيد في تكوين البيئة المطلوبة .. ويمكن أن تطبع لهم ترجمات تفصل مناهجهم، وتدل على مكانتهم، وتوزع هذه الترجمات في أحفالهم وغيرها بالمجان.
سابعاً: يمكن أن تعقد مسابقات لحفظة الحديث في قدر معين، ويمنحون مكافآت تشجيعية دورية تتزايد بمقدار زيادة المحفوظ.
ثامناً: عند نجاح التجربة يمكن أن تعمم في أكثر من محافظة، ويتخذ من بعض المساجد الشهيرة دوراً لهذه الدراسات إن شاء الله.
===========
أخي السيد الأستاذ لبيب السعيد
السلام عليكم، وأعتذر إليكم إذا كنتُ قد أضفت من عندي أفكاراً لم تعرض في مجلسنا ذاك، فلعل الجو كان لا يتحمل أكثر مما كان فيه، والله يتقبل منا ومنكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد زكي إبراهيم
في 3 من رجب 1389
15 من سبتمبر 1969
تعليقات Facebook
يسرنا تعليقك وتفاعلك مع الموضوع